السَلامُ
عَليكم و رَحمةُ
اللّه و بَركاتهُ
عَــابِرُوُنْ
بِــلآ أَثَـــرْ[center]
\
\
/
/
\
\ كنتُ ولا زلتْ أحلم بأن أكون شخصاً طيفيّ الأثر
أريد أن أكون مثل الطيفْ في حياة الآخرينْ
شيء خفيف يمر بسهولة
دون أن يترك أثراً بالغاً.. أو قاسياً.. أو حتى جميلاً مبالغاً فيه
أتمنى لو استطعت أن أقوم بدورِ العصفورْ
الذي يعبر الفضاءات أعلانا دون أن يترك أثراً فيها
ياله من محظوظ ... !
أخاف من
العبور المفخّخ
أخاف منه.. وأحذره قدر
استطاعتيهناك من يعبر حياتنا
عبوراً مفخخاًَ.. لاندري ساعة انفجاره
يعبرنا..
ويترك أثراً في حياتنا لا يمكن لأحد أن
يمحوههؤلاء
يرعبوننييا ترى ما
الأثر الذي نتركه حينما نعبر حياة آخرْ .. ؟
بغض
النظرْ من هو هذا الآخرْ ؟
فربما يكون..
أخ،
صديق، جار،
زميل عمل،
حبيبْوقد يكون
زميل سفر أو دراسة أو
شخص يقف بسيارته
بجانبنا عند إشارة مرور
أي
إنسان يترك أثرا فينا، سواء علم
بذلك أم لم يعلم ؟
هناك أناس نلتقيهم مرة في حياتنا
فرصة واحدة فقط تمنحنا إياها الحياة، لنعبرهم أو ليعبرونا
مرة واحدة فقط ليترك كل واحد منا أثراً في الآخرْ
ويا ترى أيّ أثرْ ؟
هؤلاء لا يسمح لهم أو لنا بتكرار الخطأ
هي مرة واحدة فقط.. وتصرخ الحياة فينا
( Time is up )
معلنة انتهاء الوقتْ
هؤلاء لا يمكننا تعديل أخطاءنا معهم
ولا يمكنهم أيضا هم فعل ذلك معنا
إنها الفرصة الواحدة التي لا تتكرر .. !
أخاف كثيراً من ترك
الأثرْأخاف أن أترك أثراً ثقيلا على الآخرين
لا أدري لماذا أنا
مهووس بهذا الأمر إلى حدّ
الجنونوأتساءلْ هل هذه
حساسيّة تجاه الناس والأشياء .. والأفعال
والتصرفاتْأم أنها محاولة لعدم
السماح للآخرين
باختراقي .. ؟!
وهلْ أنا بالفعل
محصّنٌ ضدّ ذلك ..؟!
أم أن
المسألة لا تعدو كونها خدعةْ.. أو
كذبة أخرى أعيشها ؟
أذكرْ مرّة أن أحد العاملين في الحرم النبوي الشريفْ
كان يمر بمحاذاتي.. وهو يؤدي عملهْ
فقلت له: كيف حالك ؟ فرد : الحمْد لله
لقد أدهشني ذلك الإنسان
وترك فيّ أثراً لازلت أجده في داخلي إلى الآنْ
لقد قال كلمة (الحمْد لله) بطريقة كلها رضا
ولقد شعرت حينها أنه صادق في ذلكْ
ويعني هذه الكلمة من كل قلبهْ
كما أن أسارير وجهه كانت تعبر عن هذا الرضا الداخلي الذي ينطقه بلسانهْ
ورغم مروْر سنواتٍ على هذا الموقف ْ
إلا أن صورة ذلك العامل وتعابير وجهه
لم تذهب من ذاكرتي
بل أني أحفظ تفاصيل وجهه
بالرغم من أن الموقف بيننا لم يتجاوز ثواني معدودة
يا ألله كمْ ترك فيّ ذلك الإنسان من أثرْ
أحياناً يترك فيك أحدهم
أثراً يدفعك
للسعادة طيلة يومكْ
وأحياناً أخرى يترك أيضا أحدهم
أثراً فيك
فيدفعك
للإحباطْ.. والانكفاء على
نفسك كم هو
مخيف ترك
الأثر هذا !
كنت ذات صباح في المستشفى
وفي صالة الانتظار كانت عجوز أمريكية
تنظر إليّ محدقة
أحسست بالارتباك في أول الأمرْ
ثم حاولت أن ابتسمْ
ثم حاولت ألا انظر إليها
وفجأة تقدمت نحوي.. قائلة.. ما إسمك؟
فأخبرتها بإسمي
فقالت: لقد كنت أنظر إليك لأن طريقة جلستك تشبه طريقة جلسة إبني
وصمتت قليلا
ثم قالت: لقد مات في حادث سيارة
لم استطع أن أرد عليها
ما الذي تقوله لإنسان يقول أنك تذكره بإنسانْ فقده
ثم أخرجتني هذه العجوز من حالة الذهول
وقالت: لقد تركت فيّ أثرا جميلا هذا اليوم
شكرا لأنك ذكرتني بطريقة جلسته المحببة إلى نفسي
لقد كان يمتلئ حيوية ونشاطا
وختمت كلامها بقولها
( You made my day )
أحيانا تأتيك
مكالمة هاتفية
لا تستمر أكثر من
دقيقتينْتشعر أن
أثراً جميلا تسلل إلى داخلكْ
وأحياناً تمضي مع زميل عمل سنة كاملة
ولا يترك فيك أي
أثرأحيانا
تهاتف أحدهمْ
وتعرف أن هذه المكالمة هي الأولى والأخيرة بالنسبة لك وله مع
بعضكماوأنت تتحدثْ معه تسأل نفسك أي أثر
يتركه حديثك؟
وبعد المكالمة تكتشفْ أنك بحاجة
لتحسس داخلك
لتـفـتـش عن
الأثر الذي تركه
إن كان
حقا قد فعل
عبور طفل بجواركْ
سماعك لشيء جميلْ
تفتح زهرة على الرصيفْ
قراءتك لكلمة جميلة في كتابْ
قبلة تطبعها في بطن كف أحدهم.. وتقول له: خبّيها
كلها تترك أثرا في داخلنا
أعرفْ صديقاً
ضحكته تفتنني
وتترك فيّ
أثرا لا يستطيع أي أحد أن يصنع
أثرا مثلهْ
أذكر أن أستاذاً في الجامعة درّسني
ترك فيّ
أثراً لا زلت إلى الآن أذكره
بالرغم من أن تصرفه ذاك كان
عفوياًولم يكن يـقصد أي أحد بذاك
التصرفْ !
مرة من المرات قلت لزميل دراسة.. شكراً لكْ
فقال: لماذا؟
قلت: لأنك تذكرني بإنسانيتي.. وتترك فيّ أثرا جميلا بأن الرهان الحقيقي هو على الإنسان الصادق
كل شيء حولنا يترك
أثراً فينا
ولكن أي
أثر نتركه
نحن؟ونحن نعبر حياة
الآخرين؟أي أثر
نتركه حينما ندخل مكانا
أو
نتحدث مع أحدهم؟
أو نكتب في
منتدىأو حتى حينما تأتي
سيرتـنا على لسان أثـنين يتحدثان؟
أي أثر نتركه ونحن نقف عند
إشارة المرور؟
أو حينما نعبر ممرا في
جامعةأو نقف
للتسوق من مكان ما؟
ترك الأثر هو المهمة الأصعب في الحياة
وخصوصا إذا لم تكن أمامنا فرصة أخرى للتعويض
مما رآآآآق لــــي
[/center]